منتدى الاستقلال يناقش ”تأملات في الوضع البشري” للكاتب صلاح سالم
الحدث نيوز - محمد الإمبابي الحدثاستضاف منتدى الاستقلال الثقافي، ندوة لمناقشة كتاب "تأملات في الوضع البشري" للباحث صلاح سالم، الصادرعن دار العين الإماراتية للنشر.
وناقش الكتاب الدكتور عمار علي حسن والدكتور سمير مرقص والدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وأدار الندوة أحمد سراج مدير مندى الاستقلال الثقافي.
وعبر سمير مرقص عن سعادته بالتأملات العشر الواردة في الكتاب، وأشاد بتناول الكاتب للموضوعات المطروحة من تنوير وديمقراطية ليبرالية وغيرها، مشيرا إلى حسن الصياغة ومنهجية التناول، مؤكدًا أن أهم ما يميز الكتاب عدم فرض وجهة نظره الشخصية على القارىء، بل اكتفى بالتناول السلس والعرض الممتع مع وضع ملاحظاته وأرائه بنعومة شديدة ون فرض وصاية على القارىء، مشيرًا أن أهم ما يميز الكتاب هو عملية فتح أفق جديدة للقارىء.
وأشاد عمار علي حسن بمحتوى الكتاب، وما يلعبه من دور حيوي في عملية توسيع الأفق بما يثيره من عصف ذهني لدى القارىء، مضيفًا أن الكتب أنواع، منهم السطحي ومنها متوسط القيمة وكتاب مناسبات يدرج في باب الدعاية أكثر من العلم، أما كتاب "تأملات في الوضع البشر" فهو كتاب ملىء بالأفكار والعمق المعرفي، وهو ما تعكسه المادة المدرجة في أبواب الكتاب العشر، مؤكدًا أن هذا الكتاب يثير أسئلة للمؤلف ولجمهور القراء، وهو كتاب يدفع للاشتباك مع أفكاره والتفاعل معها لإنتاج فكري مميز.
وقال حسن: "وردت إلى ذهني عدة نقاط وأنا اقرأ هذا الكتاب، أولها، لماذا لا ينتج العرب المعاصرين فلسفة متكاملة؟" وأضاف: "أن المعوق الأساسي لهذا هي التصورات الدينية المسيطرة على العرب، لاسيما إن وصلنا لتصوراتنا عن الكون والخارج من خلال الموروث والتراكمات التاريخية والدينية، وليس عن طريق تأملاتنا واستبطاننا الذاتي"، مؤكدًا أن الكاتب ينقلنا إلى في هذا الكتاب من مرحلة التخصص في الفلسفة إلى مرحلة إنتاج الفلسفة.
واختتم الدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، المناقشة بالإشادة بالكاتب وبإنتاجه الفكري المميز في كتابه الأخير"تأملات في الوضع البشري"، وأشاد اللغة العربية الراقية والأصيلة التي استخدمها في صياغة رؤيته المتكاملة والشاملة والتي عبر عنها في مجموعة كتبه، وهو ما يبرهن على استيعابه لتيارات الفكر العربي والإنساني جيدًا.
ويرصد كتاب "تأملات في الوضع البشري" للباحث صلاح سالم مسيرة التقدم الإنساني من منظور العقلنة أو ما سماه الكاتب "صيرورة نزع السحر عن العالم"، ويتناول الكاتب الأعراض الجانبية لتلك الصيرورة، فعلى أنقاض الدين والميتافيزيقيا، وبقوة الثورات الصناعية والتكنولوجية نما مجتمع شبكي معقد قوامه "الاستهلاك" و"الفرجة"، لا قيمة فيه إلا للثروة والسلطة، ولا وجود للتشارك العاطفي والوجداني، ومن ثم بات العالم مسطحا، يفتقد إلى ما يروى ظمأ الإنسان للمعنى ويحفزه على المشاركة في مجتمع دافئ رحيم.