”تشيخوف” صراع من نوع أخر بين روسيا وأوكرانيا

يجمع أوكرانيا وروسيا تاريخ طويل يمتد لقرون، وهو ما يثير من وقت لأخر، مناوشات ونزاعات مختلفة، أبرزها الضربات العسكرية الروسية الأخيرة، إلا أن الصراع العسكري بين الطرفين، يشتمل على جوانب أخرى ومنها الكاتب الكبير أنطون تشيخوف.

أنطون تشيخوف هو طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي كبير، ويعد من أفضل كتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ، ومن كبار الأدباء الروس. كتب المئات من القصص القصيرة التي اعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية، كما أن مسرحياته كان لها تأثير عظيم على دراما القرن العشرين.

وبالرغم من مولد أنطون تشيخوف في الأراضي الأوكرانية عام 1860 والتي كانت تابعة للإمبراطورية الروسية حينها، إلا أن تميز تشيخوف في الأدب والكتابة لم يبزغ نجمه سوى في موسكو العاصمة الروسية، كما أن كتاباته كانت ترصد تحولات المجتمع الروسي.

وبرزت أزمة ملكية التاريخ الأدبي لأنطون تشيخوف، عقب سقوط الاتحاد السوفيتي، فاحتفلت به أوكرانيا وكرمته كواحد من أبنائها، وفي تفس الوقت مجدته روسيا وأحيت ذكراه ككاتب روسي عالمي له مكانة رفيعة في تاريخ الأدب.

وتحتج روسيا بأن تشيخوف وإبداعه ملكًا لها بأن الكاتب عبر عن أفكاره باللغة الروسية وليس باللغة الأوكرانية التي كانت موجودة حينها، إلا أن أوكرانيا ترى أن حجة روسيا واهية.

بدأ تشيخوف الكتابة عندما كان طالباً في كلية الطب في جامعة موسكو، ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء، واستمرّ أيضاً في مهنة الطب وكان يقول «إن الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي.»

ويقع هذا المتحف في المنزل الذي بناه الكاتب أنطون تشيخوف في يالطا بجزيرة القرم التي ضمتها روسيا مرة أخرى عام 2014، والذي كتب فيه بعضًا من أعظم أعماله ما بينها مسرحية بستان الكرز الشهيرة، وبعد وفاة تشيخوف عام 1904 كانت شقيقته ماشا تسكن المنزل حتى عام 1921، بعد ذلك تم تحويله إلى متحف كنوع من التكريم للكاتب الراحل، حيث يضم المتحف مجموعة أعمال الكاتب من المسرحيات والقصص، إلى جانب العديد من الصور الفوتوغرافية المعلقة على جدران المتحف، وبعض الأغراض الشخصية، وأدوات الكتابة وغيرها.

إلا أن العالم كله استقر في وجدانه أن أنطون تشيخوف هو كاتب روسي، عبر عن المجتمع الروسي وتناقضاته في فترة التحولات البرجوازية، إلا أن أوكرانيا لا تزال تحتفل به كأحد أبنائها النابهين في مجال الكتابة والقصة القصيرة.