إبراهيم عيسى والمعراج.. مْن الذي حرف الكلام عن موضعه؟!
الحدث نيوز - محمد الإمبابي الحدثحالة من الجدل يصنعها الإعلامي إبراهيم عيسى دائما، بأرائه الجريئة وحديثه الواضح، وأخرها واقعة الإسرء والمعراج، التي وجدها أنصار الإسلام السياسي فرصة مواتية لتقديم بلاغات ضده، تحركت على إثرها النيابة العامة لبدأ التحقيقات في التهمة المنسوبة إليه.
ماذا قال إبراهيم عيسى في برنامجه؟
المقطع المأخوذ من حلقة برنامج "حديث القاهرة" الذي يقدمه إبراهيم عيسى، عبر قناة القاهرة والناس، يدل أن المذيع لم ينكر واقعة المعراج ولكنه نبه إلى وجود بعض التفسيرات والنصوص الموجودة في كتب التراث الإسلامي، التي تُشكك في حدوث المعراج، وقال نصًا فيما يخص الواقعة "ماذا لو أخبرك الشيخ أن المعراج لم يحدث..هتصدق أن مفيش معراج؟!..وأن صعود الرسول للسماء وغيره من حوادث المعراج وهمي..مش أنا اللي بقول..ده كتب التراث والتاريخ وحتى كتب الحديث هي اللي بتقول". ويظهر من الكلام أن لا وجود لإنكار حادثة المعراج بشكل شخصي وإنما المقصود حالة السيولة المتعددة في التفسيرات الواردة إلينا من كتب التراث.
وبرهن عيسى على اجتزاء الوقائع الدينية بواقعة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والحديث عن عدله بالرغم من أنه قتل على يد من قال "حكمت فعدلت فنمت ياعمر".
ومن يشاهد الفيديو يجد أن سياق الحديث عن صحة أو عدم صحة واقعة المعراج، جاء خلال استنكار المذيع، إخفاء بعض جوانب التراث الديني لصالح أجزاء أخرى، والذي ظهر جليًا لرواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد دعوة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لفتوى الكد والسعاية التي تسمح للمرأة بالاحتفاظ بجزء من ثروة زوجها مقابل كدها وسعيها معه، وهي فتوى لم يعرف عنها جمهور المسلمين كثيرًا بالرغم من وجودها منذ قرون.
دار الإفتاء تؤكد صحة حادثة المعراج
ولم تكن دار الإفتاء بعيدة عن الواقعة، فما إن عرفت، بأن هناك من يقول أن في التراث الإسلامي التاريخي والديني ما يشير إلى عدم حدوث المعراج؛ أصدرت على الفور عبر صفحتها الشخصية على الفيسبوك تؤكد حدوث المعراج بالإدلة كما ذكرت في بيانها.
دور التيارات الإسلامية في القضية
وفي أسلوب مكرر من جماعات الإسلام السياسي المتطرفة، لاصطياد أي واردة أو شارة لصنع حالة من الاستقطاب الشديد بين أبناء المجتمع، تم تحريف كلام عيسى عن سياقه الذي جاء فيه، واتهموه بأنه ينكر حادثة الإسراء والمعراج ليواجه الصحفي الكبير تهمة ازدراء الأديان بسبب انسياق جمهور السوشيال ميديا بلا مشاهدة أو فهم حقيقي للواقعة وما قيل فيها، ورغبة بعض المحاميين في تصدر الواجهة والبحث عن الشهرة على جثة الحقيقة.
ليست قضية المعراج بالإخيرة، فقد دأبت التيارات الإسلامية المتطرفة على تأجيج وإشعال تلك المعارك، بهدف السيطرة على مفاصل الوطن اجتماعيًا بعد أن فقدت القدرة على التأثير سياسيًا وإقصاء المجتمع المصري لها في 30 يونيو.
ومن المتوقع أن لا تكون قضية عيسى الأخيرة في مسلسل قضايا ازدراء الأديان-المعارض لنصوص الدستور المصري- الذي تعاني مصر منه والتي يجد الأصوليين في نصوصه فرصة دائما لإرهاب الفكر والأصوات المختلفة، حتى لو كان ذلك بلىّ الكلام عن موضعه.