سعاد خفاجي تكتب..علم على صاحبك
الحدث"اعرف صاحبك وعلِّم عليه"، هذا مثل عظيم يحمل في طياته الكثير من الحكمة. فعندما نتحدث عن العلاقات الإنسانية، نجد أن فهم الشخص الذي نتعامل معه هو أساس بناء علاقة متينة. لكن ما معنى "تعلم عليه"؟ هذا لا يعني قطع العلاقة أو الانسحاب منها، بل هو دعوة لتحديد الحدود وفهم طبيعة العلاقة بشكل أعمق.
عندما يحدث موقف يجعلك تشعر بخيبة أمل تجاه صديقك، فهذا هو الوقت الذي يجب أن تتعامل فيه بحذر. يمكنك أن تستمر في التواصل معه، ولكن عليك أن تكون واعيًا للنقاط التي قد تثير مشاعرك أو تجرحك. عليك أن تتعلم من التجربة، وأن تحدد ما هو مقبول وما هو غير مقبول بالنسبة لك. فليس من الضروري أن تتعامل مع الشخص بنفس الطريقة التي كنت تتعامل بها قبل أن يخيب ظنك.
العتاب والمشاعر الجياشة قد تكون جزءًا من العلاقات، ولكن مع مرور الوقت، نبدأ في إدراك أن كل شخص لديه طبيعته الخاصة. فبدلاً من الاستمرار في العتاب، علينا أن نكبر على هذا النوع من التفاعل. يجب أن نتقبل أن كل شخص لديه طريقته في التعامل مع المواقف، وأننا في النهاية نحتاج إلى احترام خياراتهم.
الأوقات الصعبة والمحن هي التي تكشف لنا حقيقة الأشخاص من حولنا. في تلك اللحظات، نرى من هو بجانبنا ومن هو بعيد عنّا. هذه الأوقات هي التي تنقي العلاقات وتظهر لنا من هم الأصدقاء الحقيقيون الذين نستطيع الاعتماد عليهم. لذا، ينبغي علينا أن نستغل هذه اللحظات الصعبة لنفهم من هو نقي ومن هو غير ذلك، ونعرف من يستحق أن يكون في حياتنا.
وفي النهاية، يجب أن نتذكر أن الأشخاص الذين يبقون بجانبنا في الأوقات الصعبة هم مكسبنا الحقيقي. هم من يستحقون تقديرنا واهتمامنا، لأنهم يظهرون في أوقات الحاجة، ويثبتون أنهم ليسوا مجرد أصدقاء عابرين، بل هم شركاء حقيقيون في الحياة.
لذا، دعونا نكون واعين لعلاقاتنا، ونعلم أن "اعرف صاحبك وعلِّم عليه" هو دعوة للتعلم والنمو، وليس للقطيعة. فلنحدد حدودنا، ولنكن صادقين مع أنفسنا ومع من حولنا، لنستطيع الاستمتاع بصحبة من يستحقون أن نكون معهم.