سعادة خفاجي تكتب..أرجوك لا تتركني لدماغي
الحدثفي دوامة الحياة، نواجه العديد من المواقف التي تجعلنا نعيد التفكير في علاقاتنا وأشخاصنا. في لحظات الارتباك والحيرة، نجد أنفسنا عالقين في زوايا مظلمة من الفكر. عندما تتعقد الأمور، يبدأ العقل في العمل بإفراط، محاولًا فرز المشاعر والأفكار، بينما نترك أنفسنا تحت وطأة تلك الأفكار التي تسيطر علينا.
كلما زادت الضغوطات، كلما غرقنا في دوامة الشكوك. هل هو الشخص الصحيح في حياتي؟ هل يستحق كل هذا العناء؟ هذه الأسئلة تتكرر في ذهني كأصداء فارغة، بينما أستمر في محاولة فهم ما يحدث. لكن، ما يحدث هو أننا نبدأ في رؤية الأشياء من خلال منظور ملتوي، حيث نغفل عن الحقائق الواضحة.
في تلك اللحظات، نختار الهروب من مواجهة الطرف الآخر، وبدلًا من ذلك، نسمح لأفكارنا بالتحكم فينا. نبدأ في ترتيب الأمور في عقولنا، ونخلق سيناريوهات وهمية، مما يجعلنا نرى الشخص الآخر من منظور مشوه. نحن في حاجة إلى مواجهة الواقع، ولكننا نتجنب ذلك، مما يجعلنا نغرق أكثر.
وهنا تكمن المشكلة: عندما نترك أنفسنا لدماغنا، نبدأ في نسيان أن هذا الشخص لم يكن يستحق أن يكون جزءًا من حياتنا منذ البداية. نبدأ في تجاهل الحقائق التي كانت واضحة، ونغفل عن أن القرب لم يكن صحيحًا. في بعض الأحيان، يكون الابتعاد هو أفضل خيار، ولكننا نتردد في اتخاذ هذا القرار.
لذا، لا تسيبني لدماغي. عندما تتركني لأفكاري، فإنني سأبدأ في رؤية الأمور كما هي، وسأجد أنني لا أحتاج إلى هذا الشخص في حياتي. سأبتعد، وسأكون راضية تمامًا. لأنني أدرك أن الأفكار الحقيقية ستظهر، وستجعلني أبتعد عن كل ما هو زائف.
فحينما نختار التواصل، نختار الفهم. دعنا نواجه الحقائق سويًا، ولنترك العواطف الجارفة جانبًا. دعنا نرى بعضنا البعض بوضوح، دون أي غموض. فهذا هو السبيل نحو الفهم الحقيقي، والقرار الصائب. لأن الحب الحقيقي لا يأتي من الشكوك، بل من الوضوح والصدق.
في النهاية، نحتاج إلى أن نكون صادقين مع أنفسنا، وأن نختار من يستحق أن يكون بجانبنا. لا تترك لي مجالًا للغوص في الأعماق لوحدي، بل دعني أراك كما أنت، حتى أستطيع أن أختار الطريق الصحيح، بعيدًا عن الأوهام.