سعاد خفاجي تكتب ..تعالي نخاف سوا
الحدث
في عالم مليء بالتحديات والمخاوف، يبدو أن الفكرة الأكثر رعبًا هي مواجهة تلك المخاوف وحدك. جملة "تعالي نخاف سوا" تأتي كفكرة مريحة، كأنها دعوة لتشارك الهموم والمشاعر، ولتخفيف وطأة الخوف الذي يمكن أن يكون ساحقًا في بعض الأحيان.
عندما نواجه شيئًا صعبًا أو مخيفًا بمفردنا، نشعر بالعزلة، وكأننا في مواجهة عاصفة تتلاعب بنا. لكن بمجرد وجود شخص آخر بجانبنا، يتحول الخوف إلى تجربة مشتركة. الشجاعة لا تعني عدم الخوف، بل تعني القدرة على مواجهة هذا الخوف مع من نحب.
خلال حياتنا، نمر بلحظات تجعلنا نشعر بالخوف. قد يكون الخوف من الفشل، من فقدان شخص عزيز، أو حتى من المستقبل الغامض. ولكن عندما نحب، نجد أنفسنا نواجه تلك المخاوف بشكل أقوى. الحب يمدنا بالقوة، ويحفزنا على مواجهة التحديات. في بعض الأحيان، يكون الخوف من فقدان شخص نحبه هو ما يدفعنا إلى تجاوز حدودنا، لنقف أمام جبابرة الحياة وكأننا لا نعرف الخوف.
ومع ذلك، فإن الخوف عندما يكون بمفرده، يمكن أن يكون مؤلمًا بشكل لا يمكن وصفه. إنه ليس مجرد شعور عابر، بل هو شيء ينحت في الروح، يغيرها ويجعلها أقل إشراقًا. الخوف يمكن أن يحول أحلامنا إلى كوابيس، ويجعلنا نتراجع إلى الوراء بدلاً من التقدم. لذلك، فإن مواجهة المخاوف وحدنا قد تكون تجربة مدمرة.
لذا، دعونا نختار أن نخاف سويًا. عندما نتشارك المخاوف، نخلق مساحة للتفاهم والدعم. نتمكن من استكشاف أفكار جديدة، ونتبادل الحلول، ونجد في تلك المغامرة فرصة لتعزيز الروابط بيننا. الخوف يصبح أقل حدة عندما يتم مشاركته، وبدلاً من أن يكون عبئًا، يصبح تجربة ملهمة.
في النهاية، دعونا نتذكر أن الحياة مليئة بالمخاوف، ولكنها أيضًا مليئة بالحب والتعاون. فلنختر أن نواجه تلك المخاوف سويًا، ولنجعل من كل لحظة فرصة للنمو والاكتشاف. تعالوا نخاف سوا، فمعًا يمكننا تحويل الخوف إلى قوة، وتحويل الألم إلى مغامرة جديدة.